Translate

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

عالم من أختراعي




كل يوم في حوالي الساعة الرابعة والنصف اذهب الى الحديقة العامة لكي أجلس وأنا أراقب ذلك الرجل الخمسيني ، كل يوم يأتي الى هذه الحديقة في نفس موعدي تماما ويفتح مجلده الكبير حيث ينعزل عن العالم ويبدأ الكتابة ...
وأنا هكذا اجلس اراقبه بتمعن ، وفضول كبيرين ، في البداية خفت ان يلاحظ نظراتي الغريبة ولكن مع مرور الوقت أحسست بأنه لا يبالي لوجودي،أو بالأحرى لا يراني أساسا !!
لقد طال ذلك الحديث الصامت قرابة الشهرين ، بعدها قررت أن أقطع ذلك الصمت .. نعم ذهبت !!
لقد ذهب ألاحقه من بعيد ؛ لعل خطاي توافق احدى خطى نجاحاته .
وأنا أمشي خلفه كم أعجبت بتواضعه ، فلا يبدي لأحد علمه ..
كم يعجبني وقاره ؛ لقد كان اجتماعيا جدا والجميع يعرفه ،دخل حيا شعبيا ثم بعدها الى منزل صغير ،وجدت احد جيرانه سألته فأخبرني انه يسكن هذا المنزل وبجانبه يمتلك متجر صغير ، حينها قررت العودة اليه في اليوم التالي لأشتري من متجره ..
وبالفعل لم أنم تلك الليلة من شدة التشويق !!
استيقظت في الصباح الباكر وذهبت مسرعة الى متجره ،وبحجة الشراء دخلت ، وجال في خاطري أن استدين منه لكي اجد سببا أعود به؛ ولكن حدثت المفاجأة ..
قلت له انني لم أجد محفظتي ؛ اريد أن استدين ، فوافق وأخرج دفتر الحسابات الذي كنت أضنه مجلد وما ان بدأ بالكتابة ؛ حتى قلت له مهلا وجدت المحفظة !!

بقلم : ندى الحبوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق